هذه القصيدة من واقع قصة لإحدى بنات مجتمعنا والتي ذهبت فريسة الإهمال الأسري والترف الغير منضبط والإعلام المتمرد على أخلاقيات الدين ومبادىء مجتمعنا المسلم، والذي كان ضحيته عقول الشباب وأروقة العفّة والحياء...والقصيدة على لسان الفتاة..
دعني أكسّــر أغلالـــي وأوضـــاري! *** فالهـــمُّ أعلن بين النّاس أســــراري
دعني أسحُّ دمــــوعا أشـــربتْ بدمٍ *** وأرسم الحزن في قرطاس أشعاري
أصحــو وأغـفـو ولكن بين أجنحـــتي *** قلباً تقلبـــه الشـــكوى على نــــــار
أصبـو الى روضـةٍ بالحــــب وارفـةٍ **** كبــلبل ٍ موجـــع ٍ يهفــــو الى دار
غيري تربّت على القــــرآن باســـقةً *** فأثمرت وازدهت في طاعـــة البـاري
كأنـــــــها وردة ٌ شـــــــماء زاهـــــية ٌ *** في دوحة الطهر أو في روض أزهـار
في قلب راضـية ٍ، فـي ثوب زاكــــيةٍ *** في طهر غــادية ٍ في حسن أقمـــار
أمّا أنا فادْلهمّ الخطـــب في كــــبدي *** و ســــودت ســـيئاتي لــوح تـذكاري
أمّـي لها في بحــــور الفن ملحمـــة ٌ *** قد اعـــــتلتْ في المآسي كلّ تيـــار
الزيـــــف أتعــبها ، و السوق غـــيبّها *** ياليت لي عطف أم ٍ ذات أطــــــمار!!
و لي أب ٌ لم أذق في ظــل مهجــته *** معنى الأبــــوة من عطــف ٍ وإيثـــــار
أحلامـــه في رؤى الصفْقات لاهـــثةٌ *** في بؤس سمسرة ٍ أو طيش أسفار
على لســـاني سؤال عنه محـــترق ٌ *** قد باع حبّـــي و تحــــناني بدينــــــار
ضاع الرقيب فهان العِرض في زمني *** حتى استوى فيه إقبـــالي وإدبــاري
تسطو الذئــــاب على شــاة مغفــلة *** فاستسلمت بين أنيـــــاب ٍ وأظــــفار
الـــدار من روعــــة الآلاء مـــــترعـــة ٌ *** و للهــــدى في رُبـــــاها نــوح إقــفار
قد فتّحـــوا للــبلايـــا ألــــف نافـــــذة ٍ *** و دون صـــوت التّقى أسـوار أســـوار
جاءوا "بـدش ٍ" على فحواه مهلكتي *** يودي بدينــي و أخلاقــــي و أفـكاري
ويلــي على أخوتــي إذ هـدّ وازعـهم *** ليــــزرع السُّـــــم مــــن دار ٍ إلى دار
و استأســروني بأفــــلام ٍ مـــهدمــةٍ *** عن سجدةٍ في الدجى أو أُنس أذكار
أو دعوة ٍ في ظلام الليــــل صــــادقةٍ *** إذا تنــــــــزّل مــــولانــــا بأسحـــــــار
ثغر الزنا من حديث " الفلم" مبتسمٌ *** و الشــــرّ يشــدو علــى أنغـام أوتــار
يا ويحــنا من لجيـل الحق إن تُركت.. *** نُهــــى الشــــباب لكفــــار ٍ وفجــــار
ناب المسلسل عن أمي وعطف أبي *** فاستحكمتْ غربتي واحْمرّ إعصــاري
الزيف أرّقــني ، و الخـــوف أقــلقنــي *** من صـولة الزيغ ، أو من وصمــة العار
جــاءوا بحـــريةٍ مزعـــومــة ٍ بَئِســـتْ *** فاستـــعبدت بالـــرّدى أعنــاق أحــرار
أودوا حيــائي وجـــدّوا في مــحاربتي *** و أخـــفتوا بســفور الغـــرب أنـــــواري
" ولا تبرجن " أمــــر الله..نبــع تقــى *** فما لنـــا نســـتقي من خـــبث أوكــار
لا غـــيرةٌ جللـــتني من ذوي رحـــمي *** و ما رفعْـــتُ بتـــــاج الديـــن مقــداري
أبكي على زهــرة التقــوى وقد ذبـلت *** فـي القـلــب ما بيـــن آثـامـي وأوزاري
يا بــؤس قلبــي من الدنيـــا و زخـرفها *** إني أعـــيش علـى جــرف ٍ لها هــاري
لاتتعــب النفــس في الدنيــا و بهجتها *** فما الســعادة إلا فــي رضــا البـــــاري
يا رب هـــب لــى مـــتابــا أستنـــير به *** يجـــلو فــــؤادي و يمـــــحو كـــل آثاري
يا مــن أنــار علــى المـــختار غـــربتـــه *** في رحـلة العــمر أو في ظلمـــة الغـار
جـــعلتَ يثــــربَ فــي لقيــاه باســـمةً *** تشـــدو ، و أيــــدته فـــــيها بأنـــــصــار
أيـّد فـــــؤادي بفـــــضل ٍ منــك مـنهمر ٍ *** وصحــبة ٍ في مجـــال الخــــير أخيــــار
بـــرئت لله ربـّي مــن غــنى بـــــطــــر ٍ *** يُطــغي فــؤادي و يهوي بي إلـى النار
ربــّاه تاقــــت الــى رحمـــاك ناصــيتي *** و أنت تعــــلم إقـــــلالي و إكثــــــــاري
إن لم تجـــرني بنــــور ٍ مــنك يغـمرني *** يحيــا به القلـب أو يسـري به السّـاري
فالقلــــب ذاوٍ..ولكـن إن ذوى جـسدي *** فكــــتّموا يا نُعـــاتي بعــــض أخبـــــاري
وانســـوا فتاةً روت للـــــكـون قصـــــتها *** وامـتد حبر الأسى من دمعها الجــاري!