--------------------------------------------------------------------------------
قال أحد العلماء :
أعلم أن الله عز وجل إذا أراد بعبد خيراً بصره بعيوب نفسه فمن كانت بصيرته نافذه لم تخف عليه عيوبه فإذا عرف العيوب أمكنه العلاج ولكن أكثر الخلق جاهلون بعيوب أنفسهم يرى أحدهم القذى في عين أخيه ولا يرى الجذع في عين نفسه فمن أراد أن يعرف عيوب نفسه فله أن يطلب صديقاً صدوقاً بصيراً متديناً فينصبه رقيباً على نفسه ليلاحظ أحواله وأفعاله فما كره من أخلاقه وأفعاله وعيوبه الباطنة والظاهرة ينبهه عليه فهكذا كان يفعل الأكياس والأكابر من أئمة الدين .
كان عمر رضي الله عنه يقول : رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي .
وكان يسأل سلمان الفارسي رضي الله عنه عن عيوبه فلما قدم عليه قال له :مالذي بلغك عني مما تكرهه فأستعفى فألح عليه فقال :بلغني أنك جمعت بين أدامين على مائدة ، وأن لك حلتين حلة بالنهار وحلة بالليل
قال : وهل بلغك غير هذا
قال : لا
فقال : أما هذان فقد كفيتهما .
وكان يسأل حذيفه بن اليمان رضي الله عنه ويقول له :
أنت صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين فهل ترى علي شيئاً من آثار النفاق .
فهو على جلالة قدره وعلو منصبه هكذا كانت تهمته لنفسه رضي الله عنه .
فكل من كان أوفر عقلاً وأعلى منصباً كان أقل إعجاباً ولا أعظم أتهاماً لنفسه إلا أن هذا أيضاً قد عز فقل في الأصدقاء من يترك المداهنه فيخبر بالعيب أو يترك الحسد فلا يزيد على قدر الواجب .
فلا تخلو في أصدقائك عن حسود أو صاحب غرض يرى ماليس بعيب عيباً أو عن مداهن يخفي عنك بعض عيوبك .
في زماننا هذا وش نقول ......... لا تعليق .........؟